راشد محمد ثابت يرد على العطاس بالوثائق ويكشف معلومات حول نهاية عبد الفتاح اسماعيل
يمنات
رد الأستاذ راشد محمد ثابت وزير شؤون الوحدة سابقا على اتهامات المهندس حيدر العطاس رئيس وزراء دولة الوحدة (1990 – 1994). ونشر راشد عدد من الوثائق التي تؤكد ما قاله. كما كشف راشد لأول مرة معلومات عن مصير الرئيس السابق عبد الفتاح اسماعيل، والجهة التي فرضت حيدر العطاس لرئاسة مجلس الشعب الأعلى، وكيف عاتب صالح مصلح الرئيس سالمين بعد انكشاف العطاس. وتحدث راشد لأول مرة عن اشرطة المكالمات الساخنة بين عدن وموسكو والهند وصنعاء. ولفت الى خروج العطاس عن محددات المكتب السياسي بشأن دستور الوحدة في لقائه مع الرئيس الراحل صالح.
الى التفاصيل، كما وردت على صفحة تهاني ابنه راشد محمد ثابت..
عن حيدر العطاس .. وما خفي أعظم
أولا: من الغريب والغريب جدا أن يظهر الوالد حيدر العطاس وهو بهذا العمر الطاعن الذي يطل به على مشارف الوداع للحياة .. بل وفي وقت يحتم عليه الواجب أن ينحني مبتهلا بالدعاء إلى الله العلي القدير كي يبعده عن مظالم الافتراء وقول الزور والبهتان في حق الآخرين.
وأقول ان والدي راشد ثابت لم يكن في يوم من الأيام موظفا في الحضيرة الخاصة بولي الأمر حيدر .. بل كان والدي بعد خروجه من سجن الاستعمار البريطاني يفترض أن يعود إلى عمله السابق في شركة (البس) التجارية المشهورة في عدن .. ولم تقبل الشركة عودته إلى مقر عمله من اعتباره في القائمة السوداء في سجل المخابرات البريطانية أولا .. ولإنتسابه الى الجبهة القومية المنظمة الارهابية في عرف الادارة البريطانية.
ثانيا: طبعا في ذلك الحين من الحكم البريطاني .. وعلى أثر هذا التعنت من الشركة الإنجليزية وعشية مغادرة آخر جندي بريطاني من عدن عين فضل أحمد السلامي مديرًا عاما لمؤسسة البريد والهاتف بدلا من المدير الإنجليزي السابق وكان لوالدي راشد محمد .. سبق التوظيف تحت إدارة الشهيد فضل السلامي رحمة الله عليه .. وكلف والدي باستلام إدارة الحسابات للبريد والهاتف من الموظفين الأجانب (بينيان) من الهند كانوا مسيطرين حينها .. ولم يكن هناك أي لقاء او تعارف بين والدي ووزير الأشغال حيدر الذي عين بمنصب وزير وهو في القاهرة، وعاد إلى مكتب الوزارة معززا مكرمًا وهو بملابسه وهندامه وعطوره المجلوبة معه من خارج البلد التعيس .. بينما والدي خرج من المعتقل وهو يزار بالأنين من آثار التعذيب وجروحها المتورمة على انحاء جسده النحيف والمعلول .. وتعرض للمحاكمة داخل المعتقل هو وعبد العزيز عبد الولي وعلي عبد العليم وأحمد الحسني وأبو بكر شفيق .. بل وحكم عليهم بالإعدام لاتهامهم بالتخطيط لقتل الجنود والضباط البريطانيين .. و الزموا حكومة عدن والاتحاد السلاطيني بتبني هذه الأحكام وتنفيذها مستقبلا .. ويمكنكم العودة إلى صحف تلك الأيام الخالية من الزمن .. وحيدر العطاس اليوم باذكاء تحريضه للتجريم والقتل المتكرر ربما ينفذ حكم البريطانيين وأذنابهم ضد الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الوطن المعطاء..
الشمالية والشماليين
ثانيًا: لغة الشمالية والشماليين التي تعزف على لسان الوالد حيدر من اعتبارها نقيصة تلوكها القوى الحاقدة على الشعب اليمني وتراثه التاريخي العريق .. هذه النقيصة التي يتكرر عزفها في كل مقابلة يجريها الرئيس السابق لليمن هكذا كان .. الرئيس اليمني لكل اليمن .. يتكرر عزفه على أن الشماليين بل والشماليين فقط كانوا ظاهرة نكرة داخل الهيئات في الحكم والحزب الحاكم في الجنوب .. هذه النغمة الملحنة اشتكى منها المرحوم زميل والدي في ميدان الفداء ضد الاستعمار محمد صالح مطيع وهو يباشر مفاوضات إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الجيران في المملكة وعمان .. أذ دون في رسائله وتقاريره إلى المكتب السياسي (سنعرض لكم صورا منها) في هذه التقارير يشير الوزير مطيع إلى أن النقطة الرئيسية التي يثيرها بتكرار جانب المملكة هي الاسماء عبد الفتاح إسماعيل وعبد الله الخامري، وفي كل المفاوضات يكرروها ويطلبون أبعاد هذين الأسمين من مواقع صنع القرار كاساس لتحسين العلاقة .. وتصاعدت هذه النغمة مع الايام حتى أصبحت معزوفة الزمن الحالي وعلى لسان من كانوا يتبخترون على شعار بالروح بالدم نفديك يا يمن وعادوا القهقري ليمجدوا الشعارات التي أراد الاستعمار والسلاطين تكريسها على الواقع المجزأ لبلادنا..
ابن عدن
وللتذكير فقط فإن والدي يحمل شهادة ميلاد عدنية بتوقيع (مستر جان) رئيس بلدية المستعمرة عدن تؤكد انه من أبناء هذه المدينة على الرغم من أنه متمسك بانتمائه إلى أهله في الراهدة منطقة الشويفة – اليوسفين التي تبعد حوالي 100 ميل عن عدن .. ولهذا تفاعل مع أقرانه من أبناء عدن من عائلات مختلفة الاشتات والانتماءات العرقية والأصول المتمسكة ببلدها .. هؤلاء اللذين عاش والدي معهم وتمرغ في شوارع النضال والتضحيه ولم يتنكر او يحيد .. كما هو حال الآخرين .. الذين انفجرت حلوقهم بالأصوات والالفاظ المتقيحة التي يراد لها أن تصم الأسماع وتثلم العقول النابهة.
وللعلم أيضا فإن والدي كانا وضعه ميسور الحال قبل أن يلتحق بالثورة ولم يكن عالة عليها إذا عمل مع اكبر الشركات الأجنبية ووفر لنفسه وديعة ماليه في البنك البريطاني، ظل وهو محروم من راتبه يصرف منها للعائلة والإخوان وهو حبيس المعتقل وفوقها يدفع اشتراكات للتنظيم، ولم يعتل المنصات صادحا بالهتافات المتمسحة بمصادر الوجاهات والإمتيازات الغامزة لذوي الاطماع ببريق المدينة وحياتها المريحة .. واقول أنتم تعرفون أنفسكم قبل أن توجهوا الإهانات للاخر .. ونحن نعرف انفسنا حين قدم آباؤنا أغلى التضحيات من أجل عزة الوطن وتحرره من الاستعمار والرجعية..
واستكثرتم على والدي مثل هذه التضحية وهو الذي خدم في ادنى المناصب ولم ينازع أولائك الذين قفزوا من فوق راسه إلى أعلى المناصب في الحزب والدولة .. كان والدي قنوعا وهو يتحسس مشاعر الغربة في وطنه حين تحتد الصراعات المناطقية وتتعالى الأصوات المحرضة ضد القيادات الزعامية التي فجرت الثورة وقادتها إلى مشارف النصر والعزة الإنسانية..
سننتقم منكم بسلاحكم
وامام هذه الأهوال والصراعات المناطقية كان والدي يتذكر تهديدات المحققين لهم في المعتقلات البريطانية حين يردد المحقق كلمات (سننتقم منكم وبسلاحكم من داخلكم .. وليس الآن .. ولكن بعد خروجنا من بلادكم) هذه الكلمات بالانتقام ظلت تصرخ على مسمع الوالد وهو يشاهد كوارث القتال بين أبناء الثورة على مر عمر التجربة في اليمن الديمقراطية .. ولم يتوقف النهش والتجريح والمطاردة حتى اللحظة .. أنها اللعنة البريطانية في الانتقام لم تبارح اليمن وأن بارحها جنود الاحتلال..
ثالثًا: واني أحاول الإقتراب من ذاكرة الوالد تناثرت المعلومات من حافظة الوقائع التي مرت بها تجربة العمل الوحدوي بعد أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦م .. بعد هذه الاحداث صدر قرار بتعيين والدي وزيرا لشؤون الوحدة اليمنية .. وقتها كان والدي خارجا من معتقل الزمرة الذي عانى منه الأمرين .. وكان الاجتماع الوحيد الذي حضره والدي والبعض من أعضاء اللجنة المركزية الذين لم يغادروا عدن مع من غادروا إلى الشمال من أعضاء المكتب السياسي الرئيسيين وأعضاء اللجنة المركزية الأكثر أهمية..
العطاس لكسب رضاء الجيران
وفي هذا الاجتماع .. كما قال والدي .. همس في مسامعنا بعض أعضاء المكتب السياسي بالتاكيد علينا فقط ان نصادق على تعيين حيدر العطاس – التزاما لعودته من الخارج – لكي يعين كرئيس لمجلس الرئاسة وذلك كسبا لرضاء الجيران.
عرعرة بالعدني وحقد جمل
وفي قاعة الاجتماع يقول الوالد: طلبت الكلمة (والدريب) على ساعدي أطلب من الحضور تزكية التعيين لحيدر.. كما قيل لنا ارضاء للمملكة وحكومة الشمال .. و تمت الموافقة بعدها سريعا .. وبعد المغادرة همس في إذني نصر ناصر يافعي بالقول بعد (العرعرة العدنية).. يا ويلك يا راشد بعد الآن من حيدر.. شوفه حقد جمل، فرد علينا سلطان عمر.. مالك يا نصر لم يقل راشد شيئا جديدا و مزعجا .. وذهبنا كل الى حاله .. يقول والدي: كنت قد قررت العزوف عن تحمل أي وظيفة وزارية بعد أحداث ١٣ يناير نتيجة للدماء التي سالت على كل رصيف ولم اذهب لتأدية القسم بعد صدور القرار ..لأنني لم احظ حتى بمجرد الاتصال تليفونيا إنني سأعين في هذا المنصب .. فقررت البقاء في منزلي وبعد ايام اتاني إلى المنزل الرفيق جار الله عمر .. وصارحني بأشياء كثيرة هامة، تهم التجربة والبلد بشكل عام .. فغادرنا معا لزيارة الأمين العام علي سالم البيض الذي كان يعاني من جرح في المعدة وهو طريح الفراش .. يقول والدي: بعد الحديث والسلام مع الأمين العام غادرنا المكان واقتنعت بمباشرة العمل .. والانتظار لأي توجيهات جديدة من المكتب السياسي حول العلاقة مع حكومة الشمال ومشكلة النازحين من الجنوب .. وكانت الوساطة السوفيتية قد بدأت تتحرك منذ محاولة وقف الحرب في عدن والتدخل لوقف الزحف للقوات الأثيوبية و الفلسطينية واليمنية المكونة من قوات في حكومة الشمال والنازحين من الزمرة .. هذه القوات كانت على اهبة الاستعداد للتدخل لإعادة الشرعية المتمثلة في الرئيس علي ناصر المتواجد في صنعاء ورئيس الوزراء حيدر العطاس المتواجد في الهند..
عبد الفتاح لا يزال على قيد الحياة
يضيف الوالد من الذاكرة .. انه تسرب إلى مسامعهم أن الأجواء كانت متوترة على اطراف الشطرين و القيادة السوفيتية فاتحة خطوط اتصال ساخنة بين موسكو وعدن والهند وصنعاء والرياض لغرض الوصول إلى تسوية .. والكل كان يضغط على عدن بضرورة إخراج عبد الفتاح إسماعيل الذي لازال على قيد الحياة إلى خارج البلد .. وكان رئيس الوزراء حيدر في الهند يرفض العودة إلى عدن في ظل وجود عبد الفتاح فيها..
شهادة فلسطينية: عبد الفتاح كان يتحدث مع السفارة السوفيتية
ويؤكد أحد الفلسطينيين الذي كان محتميا بالسفارة السوفيتية سماعه للمكالمات التي كانت تتم بين السفارة وعبد الفتاح والاطراف الاخرى .. هذه الأنباء او الأخبار التي تسربت كما يقول الوالد إلى المسامع المشنفة والمتلهفة للاخبار والمعلومات كانت مصادرها التسجيلات وكذا المحادثات الساخنة التي تتم بين هذه الأطراف المذكورة على خطوط الهاتف .. عدن .. والهند .. وموسكو .. صنعاء والرياض.
اشرطة المكالمات الساخنة والقتل التوافقي لفتاح
وكان الطرف المسيطر على إدارة الهاتف يسجل المكالمات الخارجية دون علم بعض القيادات وتحولت قضية الأشرطة كما أكدت المعلومات إلى صراع حاد داخل المكتب السياسي، وتجمدت الاجتماعات في المكتب السياسي، وظل محتوى الاشرطة قيد المساومة تسحب نفسها حتى لحظة الدخول إلى بوابة الوحدة ومشتقاتها .. وبرزت أثناء الاتصالات الساخنة كما تؤكد هذه المعلومات تفاصيل ما جرى لعبد الفتاح لحظة الإعلان عن اختفاء حياته، وقد تفاجأت السفارة السوفياتية بهذه النتيجة عن حياة عبدالفتاح، كما يؤكد المصدر الفلسطيني الحاضر في داخل السفارة .. وكذابانتهاء حياته بصورتها الغادرة والصامتة توافقيا ..
مسؤلون يعرفون نهاية فتاح
ومن تتبع رصد الذين استمعوا الى تسجيل المكالمات بين عدن والهند وصنعاء اتضح لبعض أعضاء المكتب السياسي طريقة الاجهاز على حياة عبد الفتاح الأمر الذي أدى إلى تاجيج المشادات العدائية داخل أطراف ما تبقى من أعضاء المكتب السياسي والى تجميد اجتماعات المكتب نفسه.
مخابرات في كرش ومصير الأشرطة
ويقال أن التدخل للتسوية بعد ذلك بإصدار بيان النعي والإعلان عن مقتل عبد الفتاح وتسلم الأشرطة الاصلية أتى من قبل جار الله عمر الذي كان شعاره .. دعونا نحافظ على من تبقى من الحزب والرفاق ..لأن الدفع بتأجيج الصراع ضد الشماليين برز بقوة حينها بعد عودة رئيس الوزراء كمحاولة من الداخل سيكون على أثر هذا الدفع بتحضير وجبة جديدة من الاقتتال خاصة وقد حضر وفد من كبار ضباط المخابرات الاجنبية إلى كرش سرا عبر مطار تعز دون علم الأمين العام .. واستغلها علي عبد الله صالح فرصة بإبلاغ الأمين العام للحزب بوجود هذا الاجتماع في كرش .. الذي كان الامين لا علم له به .. كما يقال .. وكان علي عبد الله صالح قد أدرك أن الظروف تسير لصالحه في استخدام مجد الوحدة لتعزيز اوضاعه الداخلية .. وأن الوضع في الحزب والسلطة الذي كان يصفه صالح بكسيح القدمين سيكون طوع يده؛ خاصة إذا ما امن جانب المملكة بتبني فكرته بتأجيل مهمة القضاء على ما تبقى من الحزب إلى مرحلة لاحقة من تحقيق مجد الوحدة لنفسه مع هذا الحزب الذي وصل إلى المرحلة النهائية من التآكل الداخلي المميت.
صفقات كارثية
يقول الوالد ..كان على أعضاء المكتب السياسي على الاقل أن يضعوا أعضاء الحزب في صورة مثل هذه التطورات التي تمس بنية التجربة والحزب معا وهو الأمر الذي لم يحصل منذ عشية الاستقلال وما تلاه من تطورات .. بل وصفقات كارثية حتى اللحظة الراهنة.. الحقائق على الواقع كانت تضع القيادة في الحزب أمام خيارين لا ثالث لهما اما التجاوب مع الضغوط الخارجية التي تريد أن تكرر وجبات الاقتتال الداخلي .. أو الدخول إلى الوحدة، وهو اي الحزب بهذا الضعف والوهن الذي وصل إليه بعد أحداث ١٣ يناير ١٩٨٦ المشؤومة .. والأمين العام كما يقال رفض الاستجابة للخيار الأول .. ومن ثم أجبر على السير باتجاه الخيار الثاني رغم إدراكه ان طموح الرئيس صالح سوف يستفيد باستخدام مجد الوحدة لتقوية أوضاعه المنهارة .. ومن ثم الالتفات فيما بعد للإجهاز على ما تبقى من الحزب وأدواته المؤثرة.
خط ساخن مع موسكو
تقول الوقائع ايضا .. أن الخط الساخن الرابط مع موسكو قد نجح في مهمة توقيف الحرب الداخلية وإيقاف الزحف الذي كان متوقعا من تحشيد الجيوش الأربعة من التحرك إلى عدن لإعادة الشرعية إلى سدة السلطة هناك .. هذا ما تؤكده الحقائق حينها وذلك بموافقة رئيس الوزراء حيدر عبر موسكو بالعودة إلى عدن للمشاركة في جنازة عبد الفتاح الذي راح في الزحمة – كما قال الوالد الرئيس علي ناصر محمد في إحدى مقابلاته التلفزيونية .. ومن ثم توسطت موسكو لأول زيارة تتم لوزير الوحدة راشد يرافقه المندوب الدائم لنظام عدن في الأمم المتحدة .. عبد الله الاشطل الذي كان على اتصال بالمندوبين الروسي والامريكي .. وهي الزيارة التي تمت إلى الحديدة للتباحث بين الشطرين حول عودة النازحين لمجموعات ما كان يسمى (بالزمرة) حينها، ولكن النتيجة كانت لتهيئة الأجواء لمحادثات لاحقة.
ممثل لنظام وليس احد الرعايا
ولم يتم اللقاء برئيس الشطر الشمالي الا في الزيارة الثالثة لوزير الوحدة كما يقول الوالد في مقابلات صحفية سابقة، وفي المقابلة مع الرئيس صالح كانت أول كلمة قالها الرئيس صالح لوالدي لماذا تم تعيينك وزيرا للوحدة وانت شمالي .. فأستغرب الوالد من هكذا حديث .. ورد عليه هل أنا أمامك سيادة الرئيس ممثلا لنظام ام رعوي من رعايا دولتكم الموقرة .. فالتقط الحديث عبد الكريم الارياني بالقول: هذا كلام المكتب السياسي في عدن وليس من عندنا .. حصل خلاف عند تعيينك وكان هناك مرشح آخر من حضرموت ولم ينجح .. وكنا نفضل ذلك الشخص. هكذا كان الحديث مما جعل والدي يسجل هذا الحديث بتفاصيله في محضر وتوزيعه على اعضاء المكتب السياسي .. وكان والدي آخر من يعلم ما دار او يدور في المكتب السياسي..
سؤال الأمين العام
وحين تم فتح المكالمات التليفونية بين قيادتي الشطرين – كما يقول الوالد – بادر الأمين العام بالسؤال للرئيس علي عبد الله صالح هل قلتم لراشد .. كذا وكذا.. فقال له الرئيس صالح نعم قلت .. وكان الأمين يريد التأكد ان ما يدور في عدن يصل إلى صنعاء لحظة بلحظة، وفعلا اكتشف الأمين ان جهاز الأمن في الشمال استغل تواجد النازحين ليشكل (جهاز حلقي) يربط بين الشطرين لتوصيل ما يدور في عدن إلى قيادة الشطر الآخر في صنعاء.
رابعًا: لم اكن أتوقع و أني البنت المتطلعة إلى الحياة في هذا الزمن الزاخر بالتطورات الحداثية والجديدة .. أن اسمع من رجل طاعنٍ في سن الشيخوخة .. وكان رئيسًا ورئيس للوزراء في اليمن .. يطل .. و لمرات متكررة يرمي والدنا ببهتان الكذب والإفتراء ويحرض ضده باتهامات خطيرة لا أساس لها من الصحة بل هي تلفيقات من لسان تستغل غياب القانون ولا يمكن أن نتوقعها كشباب من رجل كان في أعلى المراتب وقمم المسؤولية .. يتحمل الأمانة والقسم أمام الشعب وأمام ربنا المحاسب والمعاقب لكل كذاب اثيم.
العطاس يخالف تعليمات المكتب السياسي
وحقيقة ما جرى كما نشرها والدي في صحيفة الوسط اليمنية هي ان المكتب السياسي كلف حيدر العطاس أن يراس وفدا مشاركًا باحتفالات عيد ثورة ٢٦ سبتمبر وإلزامه بعدم مناقشة موضوع الوحدة .. وكان والدي كوزير مرافقًا مع ثلاثة من أعضاء المكتب السياسي في هذا الوفد المشارك .. وما حصل في يوم اللقاء بالرئيس علي عبدالله صالح ان تطرق حيدر في أول حديث له لموضوع الوحدة شبه الكونفدرالية تقوم بين الشطرين لمدة خمس سنوات .. وكان الحضور في حالة استغراب .. فرد عليه الرئيس صالح .. نحن بيننا وبينكم اتفاق على دستور الوحدة الاندماجية .. وبعد نقاش بينهما .. طلب منه الرئيس صالح أن يقدم تصورا بالأفكار التي طرحها .. فخرج وهو يتوطف حماس الانتصار ولم يدرك ان علي صالح أحيانا – كما يصفه جلسائه – ينسى نفسه كرئيس ويعود إلى شقاوة الطفولة يتسلى بالمحارشة حتى بين أطفاله الصغار.
العطاس قدم صيغية دستورية مختلفة
خرج الرئيس المبجل حيدر يطلب من وزير الوحدة راشد أن يعد صيغة الدستور المطلوبة في دقائق او ساعات على الأكثر .. وبكل هدوء رد عليه الوزير بأن مثل هذا المشروع الدستوري يحتاج إلى صيغة قانونية ولابد من الاستعانة بقانونيين .. فاحتد غاضبا وطلب بإنجاز المشروع حتى صباح اليوم التالي .. فتوكل الوزير راشد على الله وبات يعتصر اجتهادًا .. وفي الصباح التالي سلمه للرئيس حيدر الذي راجعه وحمله عند اللقاء مرة أخرى بالرئيس علي عبدالله صالح الذي استلم منه صيغة المشروع ولم يطلع عليه .. بل اكتفى بما قدمه وزيره للوحدة في الشمال من ملاحظات عابرة وكان رد الرئيس صالح نحن بيننا وبينكم دستور موقع عليه لوحدة اندماجية، وإذا تريدون مشروعًا أخرًا اعلن ذلك في مؤتمر صحفي ونحن بعد ذلك سنقرر كيفية التعاطي معكم .. وانتهى اللقاء.
المكتب السياسي يعاتب العطاس
وغادر الوفد إلى عدن .. وهناك قدم التقرير حيدر كرئيس للوفد ودخل منفردا في اجتماع المكتب السياسي الذي شدد عليه العتاب لخروجه عن قرار المكتب السياسي .. بما في ذلك عتاب الأمين العام عليه لما بدر منه من تصرف يتحدى فيه قرار المكتب السياسي .. واراد أن يخرج نفسه من المأزق الذي وقع فيه وذلك بتحميل راشد وزر افعاله حين قدم طلبه إلى المكتب السياسي باقالة راشد محمد من الوزارة .. وكانت هذه هي قصة ما دار اثناء الزيارة الى صنعاء .. أردنا أن تعرض هنا بصدق وأمانة .. كما شرحها الوالد وهو يستغفر الله من شر الأشرار .. وعتابنا على من تبقى من أعضاء المكتب السياسي الذين يعرفون هذه الحقيقة .. فإن الأمانة تستوجب منهم قول الحقيقة لإسقاط هذه الافتراءات ضد والدنا .. وضدنا نحن أولاده في تشويه سمعتنا ومستقبلنا وحياتنا وكذا مستقبل والدنا المشرف وذلك بعد طول العمر في خدمة بلده وشعبه العريق.
رسالة صالح مصلح لسالمين واصابع المخابرات السعودية
طبعا وفي هذا السياق حرص الوالد أن يزودنا بمزيد من المعلومات من الذاكرة و أنه حصل على رسالة أرسلها القائد صالح مصلح قاسم للرئيس سالمين من مدينة الضباب لندن والمعروف عن صالح مصلح انه كان يحب سالمين ويثق به لحد الجنون .. ولكنه وهو وزير داخلية حصل على ادلة دامغة على أعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية من محافظة معينة لهم ارتباط بجهاز المخابرات للجارة المملكة .. وكان أحدهم وهو الأنشط حيدر العطاس المدان الاول ولما عرض الأمر على الرئيس سالمين جمد امر العقاب على هذه المسألة حتى لا تتعقد المحادثات الجارية لقيام العلاقة الدبلوماسية مع المملكة .. ولم يدخل صالح مصلح وزير الداخلية في نقاش أوسع ومباشر مع الرئيس سالمين لاحترامه وحبه الكبير لسالمين كرئيس وكصديق عمر .. ولذلك قرر وهو تحت العلاج يرسل له هذه الرسالة العتابية مع التحفظ على ذكر الأسماء في الرسالة، وبعد عودة صالح مصلح اتفق معه سالمين على ترتيب اجتماع لأعضاء المكتب السياسي في منزل صالح مصلح للمصالحة كما اشار الرئيس علي ناصر محمد في كتابه (ذاكرة وطن) صفحة ٣٧٨ وفي هذا الاجتماع تم مناقشة ما وصلت إليه اصابع المخابرات السعودية واخطارها .. وكان اللقاء عاصفا وغاية في الشفافية .. وكان صالح مصلح بعدها حتى لا يقبل مجرد السلام مع المتورطين في العمالة حتى عرى المحبة بينه وبين الرئيس سالمين تعرضت للانفكاك .. لتفضيل الرئيس تاجيل العقوبة مراعاة لسير المحادثات الدبلوماسية مع الجيران حينها .. ولكن اصابع العملاء للمخابرات الأجنبية ظلت تحفر في عضد الحزب حتى يومنا هذا وقرارات ما دار في اجتماع بيت صالح مصلح في ذمة ما تبقى من أعضاء المكتب السياسي الذي يجب أن يخرج من إدراجهم ليطلع عليه أعضاء الحزب والمواطن معا.